Retraite spirituelle

Accueil - Religieux - Retraite spirituelle

Retraite spirituelle

Retraite-spirituelle

« وُلد المسيح هلّلويا »

الرّياضة الرّوحيّة الميلادية

الخميس 2022/12/22

    ميلادُ ربّنا يسوع المسيح هذا العام أتى ليُفني معاصينا المتراكمة ، ويُبيدَ شوائبنا المتفاقمة ، ويبدّد مخاوفنا اليوميّة. أتى ليذكّرنا أنّه مهما هاجت وثارت صروف العيش ونوائبه يبقى مسيحُنا صخرةَ قيامتنا الّتي لا يُنحّيها قهرٌ ولا ذلٌّ ولا هوان .

   وعليه، أقامت إدارة ثانويّة مار ضومط للرّاهبات الانطونيّات لقاءً روحيًا احتفاءً بحلول هذا العيد المجيد أحياه سيادة المطران  » جورج بقعوني »، راعي أبرشيّة بيروت للملكيين الكاثوليك، مع الأخوات الرّاهبات الفاضلات والعائلة التّربويّة في ثانويّتنا من مديرات ومعلّمات ومعلّمين وأهالي تلامذتنا الكرام. بعد الصلاة الافتتاحية التي حُضِّرت من وحي العيد والأوضاع الراهبنة، كانت لسيادته مداخلة قيّمة أظهر فيها  قيمة التجسّد الّذي تحوّل من عقيدة وتعليم وتقليد ورسالة، إلى طريقة عيش مع الرّب. فالعيد، كما أكّد سيادته، ليس تذكارًا لحدث مضى بل هو لقاء يومي نُحيي فيه مجد َميلادِ ربّنا يسوع المسيح وسكناه فينا وبيننا بشكل دائم. هذا ما ظهر لنا في مثال القدّيس مار يوسف، الرّجل البارّ الّذي عاش ملتزمًا لكلمة الرب وإرادته، فجسّدها اسسلامًا سلاميًّا في أصعب الأوقات، وبتوليّة دائمة مع مريم الّتي أخذها وهي حامل فلم يثرْ، ولم يضطربْ، بلْ أكمل حياته العادية وأتمّ نومه ملء أجفانه، ونهض بسلام  ليسير طريق الحياة مُطيعًا لمشيئة ربّه، فغدا جسرًا ينقل لنا وللعالم أجمع يسوع المخلّص.

بعدها، أطلقت الأخت باسمة العمل لمشاركة بيبلية حول نصّ أشعيا (11:9-1)، فوضعت الجماعة في إطار النص وشرحت المقصود منه قبل أن تنطلق الهيئةُ التّربويّة إلى مجموعات ناقشت سؤالاً أساسيًّا جوهره: هل الفرح رجاءٌ ببناء عالم أفضل على حسب إرادة الله، أو سعيٌ للعودةِ إلى الجنة التي فقدناها بخطيئتنا؟

فأتى العمل شيّقًا استزدنا منه معرفةً وقدوةً بالمسيح .

تُوّج لقاؤنا بالقدّاس الإلهي الّذي ترأسه سيادة المطران « جورج بقعوني » يعاونه سعادة أمين عام المدارس الكاثوليكيّة الأب « يوسف نصر »، وأتت العظةُ مكمّلةً لشرح مشروع  الخلاص الذي أراده لنا الرب. فتوقّف سيادته عند الخطيئة الّتي كانت ولا زالت منذ بدء البشريّة، والتي تتمحور حول إرادة الانسان بأن يكون إله ذاته يقرّر خيره وشرّه دون العودة الى الله الخالق والمخلّص؛ وكيف جاء اتجسّد الله بيننا ليحلّ فينا سلامه ويجعل منا شركاءه في تحقيق هذا المشروع،  فينبلجَ نوره في الظلمة ويضيء العتمة الّتي كانت ولا تزال تعمّ الأرض .

وختامًا كان نخبُ العيد، وفرحةُ الّلقاء مع بعضنا البعض، فرفعنا كأس المسيح عاليًا راجين منه أن يوطّد إيماننا ويرسّخه أكثر فأكثر فيكون هذا الإيمان جسرَ خلاصنا الأكيد من الآن وإلى دهر الدّاهرين .

      كلّ عام وثانويّتنا ولبنان وكلّكم بألف خير وعلى رجاء انبثاق غدٍ أفضل.

 وُلد المسيح هلّلويا.

Leave a Reply

Your email address will not be published.